محمد نور.. القوة العاشرة تاريخ لن ينطفأ
ولد في أزقة حارة يمن، بحي الحفاير (الطندباوي)، وكان يجد في الكرة متنفسًا لشحنات عنفوان الصبا في الأزقة الضيقة التي يلتفت جدرانها بصوت الكرة.
كان محمد نور يلعب كرة القدم بشغف في الأزقة والزنازين وكان محتفظًا بمهاراته الرائعة في الكرة، وكان يدهش متابعيه بينما كان يتجول في الشوارع.
كانت أقدامه تتجه صوب حي العمر شمال مكة، حيث نادي مكة العريق (الوحدة)، لكن الدروب سارت به غربًا، حيث يقع أعرق الأندية السعودية، نادي الاتحاد.
اقرأ ايضًا .. قصة لاعب.. سالم الدوسري من طالب كسول لـ جوهرة سعودية
محمد نور ينير الاتحاد
وكان قد تم اعتماده بشكل أفضل في المرة الثانية لقيادة فريق الاتحاد من قبل المدرب البلجيكي ديمتري في عام 1998.
وقد حقق الفريق 4 بطولات نوعية آنذاك، وهي بطولة آسيا، بطولة الخليج، بطل كأس الاتحاد السعودي وبطل الدوري.
وتوج نور بجميع استطلاعات الإعلام الرياضي كأفضل لاعب شاب في ذلك الموسم، وأثبت أنه لاعب موهوب ورائع في عالم كرة القدم.
سر تسمية محمد نور بـ القوة العاشرة
بعد عشر سنوات من بدايته في الكرة، حصل نور على لقب أفضل لاعب في الدوري السعودي لعام 2009، والتي حصل عليها من مجلة سوبر الإماراتية.
أطلق على محمود نور اسم القوة العاشرة من المعلق الشهير فارس عوض في لقاء بين الأهلي والاتحاد وكان الاسم مستوحيًا من برنامج للإعلامي جورج قرداحي والمتوافق وقتها مع قيمة عقد اللاعب البالغ قدره (10) ملايين ريال.
اقرأ ايضًا .. قصة لاعب.. عبدالله صالح نجم سعودي بنظرة مصرية
القوة العاشرة يكتسح الاستفتاءات
تميز اللاعب (القوة العاشرة) بتحقيق العديد من الإنجازات الكبيرة خلال مسيرته الرياضية. لقد شكل رئيسًا مفصلًا في فوز (نادي النصر) بالعديد من البطولات، بما في ذلك بطولة الدوري السعودي وكأس ولي العهد خلال موسم 2014، وفاز بـ 20 بطولة بين محلية وخليجية وعربية وقارية.
وتم اختياره كأفضل لاعب عربي في بداية الألفية الثالثة في الاستفتاء الضخم الذي أجراه موقع برنامج صدى الملاعب بقناة mbc، حيث حصل على 139690 صوتًا، وبنسبة 57.79٪ من مجموع الأصوات البالغة قرابة الربع مليون.
وفاز أيضاً بجائزة أفضل لاعب (حريف) من قناة روتانا عام 2009، وأفضل لاعب (وسط عربي) من قناة أبوظبي الرياضية، وأفضل (لاعب وسط) في دوري زين من القناة السعودية، وختامها كانت جائزة الرياضي دايهاتسو لأفضل لاعب وسط.
إن هذه الإنجازات الرائعة تؤكد أن (القوة العاشرة) هو لاعب موهوب وفريد من نوعه، وأنه ساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من الانتصارات الكبرى لفريقه وكذلك في تطوير الرياضة في المنطقة بشكل عام.
اقرأ ايضًا .. قصة لاعب.. الحسن اليامي لاعب من الطراز العالمي
حقًا، يبدو أن (القوة العاشرة) لم يحصل على الاعتراف والتقدير الذي يستحقه على المستوى الفردي والجماعي. يبدو أنه تعرض للتجاهل والتهميش من قبل بعض المدربين والجهات الرياضية، وهذا يبدو غير عادل بالفعل.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن إنجازات (القوة العاشرة) تظل مذهلة وتثبت مدى موهبته وإمكانياته كلاعب كرة قدم. فقد شارك مع المنتخب في بطولة القارات بالمكسيك في عام 1999، ولديه رصيد من الإنجازات في الكأس الخليجية وكأس العرب وكأس العالم، وحقق لقب وصيف بطل آسيا في عام 2000.
إذاً، نحن بحاجة للنظر في إنجازاته بشكل كامل والاعتراف بما حققه، وتقدير مساهماته في نجاحات الفرق التي لعب لها، وفي النهاية سيظل (القوة العاشرة) من أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، وذلك بفضل مهاراته وإمكانياته الفائقة.